(حكاية القهوجي)
د/عائشة عباس نتو
د/عائشة عباس نتو
يحتوي فيلم" مليونير الحي الفقير" على محاولات مستميتة من قبل "جمال مالك" بطل الفيلم في الاستمرار في الحياة و كسب لقمة العيش بكل وسيلة، عندما شاهدت الفيلم تصورت حالي و حال كل من أعرف، و من منا من لم يمر بتجارب أليمة؟ ومن منا تخلو حياته من التجارب؟ لكننا نقضي حياتنا متظاهرين بعدم وجود الخبرات المؤلمة التي تعلمنا منها أو في بعض الأحيان محاولين إخفاءها، لكن القدر المحتوم لكل منا الذي يحكم تصرفاتنا، مشاعرنا، و اختياراتنا، أو ما نظن أنها اختياراتنا، و علينا أن نحمل الألم و ليس لدينا خيار في التخلص منه. نعم، مراحل من حياة جمال مالك الذي يعمل قهوجي في أحد مدن الهند، تلك البلاد المثيرة للجدل، تجمع كل أصناف البشر من قديسين و شعراء و خبراء و علماء و فنانين و أثرياء و فقراء و شحاذين و سماسرة. يعد جمال مالك رقما من سكان الهند، وتحمل حياته الخاص مع الذاتي، و الحميم مع العام، و الاجتماعي مع الإنساني الشامل، مما يسمح حقا بالاستفادة من تجربة بطل الفيلم الحياتية بكونها تجارب تثير العبر و الأفكار و التأملات بمختلف جوانب الحياة.تحمل مشاهدة الفيلم في طياته الإثارة والحزن، الصراع من أجل البقاء، الفشل و النجاح، الحب و الكراهية، و اللين و القسوة. تلاوين حياتية لجمال مالك لابد لكل من شاهد الفيلم أن يتعلم منه و يكتسب معاني كثيرة، فهوليود حصدت 8 جوائز أوسكار من حياة الشعب الهندي، و كسبت شهرة فيلم "مليونير الحي الفقير".إن رسالة الفيلم على ما يبدو هدفت و أصابت هدفها بنجاح، الازدواجية في استغلال الشعوب الفقيرة، ففي بعض المشاهد توضح استغلال الأفراد للفقراء و بيع الأعضاء و المتاجرة بالمرأة في البغاء. نعم ان لكل إنسان له قصة نجاح حتى القهوجي.
نشر بتاريخ 09-04-2009
نشر بتاريخ 09-04-2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق