٣٠‏/٠٧‏/٢٠٠٩

(حجيجة


(حجيجة)







د. عائشة عباس نتو



حجيجة المرأة المكافحة التي تعرفت عليها في زيارتي الأخيرة لينبع، ملامحها الصدق، وكلماتها العزم، ونظراتها التصميم ممزوجة بوداعة سكان ينبع.
كانت لنا مدينة ينبع من المحطات التي أسمع عنها في طريقنا لزيارة المدينة المنورة مع والدي رحمه الله، لكنني لم أتشرف بزيارتها، وفي يوم الخميس الماضي قابلت "حجيجة" التي تعمل "مستخدمة" في باب رزق جميل ومهنة "حجيجة" كان لها مؤيد ورافض في مجتمعنا، ولكنني سأعرض تجربة حجيجة بطريقة لا توقظ نائما ولا تزعج مستيقظا؛ قد يقول القائل أترضين أن تكون مهنة ابنتك أحلام "مستخدمة" والجواب هو"لا"، لكن هناك نساء في أنحاء الوطن لم ينلن القسط المناسب من التعليم وهن في أمس الحاجة للوظيفة والدخل الشهري، وأنا لا أحلم أن أحول نساء الوطن "لمستخدمات" ولكننا كمجتمع نقر بتسمية "الخادمات" اللاتي يأتين في الغالب من دول جنوب شرقي آسيا للعمل، ويعملن 16 ساعة في اليوم، ولا يتمتعن بعطلات نهاية الأسبوع، ولا نقبل بمهنة "حجيجة" التي التحقت بالعمل في باب رزق جميل تعمل 8 ساعات في اليوم، وتحول حلمها إلى حقيقة بعد أن استلمت راتبها وأصبح لها ضمان اجتماعي وطبي. وأعترف أنا شخصيا أن هذه القوة النفسية والشجاعة من"حجيجة"هي من صفات النفس المطمئنة الطامحة للعمل، إن حرمان المرأة من أهليتها للعمل عدوان صارخ وجحود لإنسانيتها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا نحن ضد مهنة "المستخدمة"؟
وفي هذا السؤال تتحرر ثلاث بنى فكرية ضخمة:
ـ الطفرة البترولية التي جعلتنا نشعر أننا مجتمع مختلف وأننا نحن الأعلون في الأرض.
ـ والثانية: قدح زناد الشرارة الاجتماعية، إننا نكابر ونعتقد أن جميع النساء في مجتمعنا "معلمات، طبيبات، أستاذات، ممرضات" الخ.. وأنه لا يوجد تسرب في التعليم أو "زيرو تعليم".
ـ والثالثة: اننا لا نعتمد على الإحصائيات التفصيلية بل نتعامل مع النسبة العامة 26% من البطالة النسائية.
* وأشير في هذا السياق ليس الغياب في مجتمعنا مقصورًا على مهنة مستخدمة، بينما البعض منا غائب ومغيّب عن الحقيقة، فالمجتمع لا يعترف بأن لتلك النسوة حاجة للعمل ويفضل أن تستلم المرأة راتبًا من الضمان الاجتماعي مساعدة من الدولة بدلاً من أن تعمل مستخدمة وتستلم راتبًا من عرق جبينها.
إن التغيير الاجتماعي ينطلق مع ممارسة الواجب أكثر من المطالبة بالحقوق، وإن البحث عن الحقيقة يجب أن يكون في مواجهة الحقائق لا أن نطمر رأسنا في التراب كالنعامة.

نشر بتاريخ 30-07-2009

٢٤‏/٠٧‏/٢٠٠٩

مدينة شجر الحماط وثقافة المجرور


مدينة شجر الحماط وثقافة المجرور
د. عائشة عباس نتو

انطلق سوق عكاظ التاريخي بمدينة الطائف روضة من رياض العطاء الثقافي برعاية أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وأعاد لنا ذاكرة التاريخ الذي مضت عليه قرون طويلة. إنه الأمير خالد الفيصل أحد قلة من الذين يتأملون بعمق في ماضي العرب وفي حاضرهم، في تراثهم وفي حداثتهم، في تقدمهم، بالتاريخ، بالعصر، بالهوية، بالثقافة، بالنهضة، بالحضارة...وهو أحد قلة من الذين ينادون بالعالم الأول وينفرون من ثقافة الإحباط، ومواجهة السائد والمألوف، والحضارة والتخلف، وإلى "نحن وهم" الشرق والغرب. في مساء الثلاثاء الماضي تقاطر إلى مدينة الطائف التي تشتهر بشجر الحماط وثقافة المجرور، نساء ورجال الوطن، جاؤوا جميعًا، طامعين في استعادة تاريخ المكان الذي عرفوه من تاريخهم أو سمعوا أهلهم وهم يرددونه، ينتمون إلى نسيج اجتماعي واحد مهما اختلفت توجهاتهم شعرًا أو نثرًا.سوق عكاظ الذي شغل العرب بشعره ونثره، وأطلق اسمه على صحف محلية وأسواق ومراكز ودور مكتبات عربية أصبح حقيقة يزوره المهتمون بالتراث والأدب والتاريخ. جاء سوق «عكاظ» ممسرحًا هذا العام، بانطلاقة مسرحية "امرؤ القيس" التي استحقت بجدارة أن يصفها خالد الفيصل بقوله إنها "انطلاقة المسرح السعودي"، وشاهد الناس أبطالهم، وهم يغنون ويرقصون ويمرحون وصاحبتهم موسيقى متنوعة حيوية من التراث الوطني، وشيدت للمسرحية منصة خاصة اعتلت الخشبة الأساسية وشكلت خلفية جميلة لها. وشدا فنان العرب محمد عبده بأغنية رافقتها رقصة المجرور التي تشتهر بها منطقة الطائف. وقد حظي هذا العام بتنظيم رائع، وكانت مشاركة المرأة السعودية والعربية شعرًا ونثرًا مشاركة بارزة وليست هامشية أو حضورية، ووجود "نساء ثقيف" برهن على أنهن لسن محجوبات أو مغيبات، وأن إشراكهن مسألة أساسية وجوهرية في المحافل الثقافية والاجتماعية والعلمية والتجارية بكل مناحيها، وليست قضية كمالية أو ثانوية. إن مشاركة المرأة في هذا المهرجان حق مشروع لها لإحياء شاعريتها العربية التي ورثتها من الخنساء. وقد كانت المرأة تسجل حضورها في سوق عكاظ بائعةً وزائرةً وشاعرة.وبعد...فإن هذا الحديث الموجز لا ولن يفي هذا العرس الثقافي حقه ذكرًا وشكرًا مثلما أن الكتابة عنه أمر لا يجف له مداد، فقد بذلت جهودًا مباركة من أجل إحياء سوق عكاظ الثقافي...إنه عرسٌ ثقافي كبير.
نشر بتاريخ 23-07-2009

١٦‏/٠٧‏/٢٠٠٩

وزير العمل يكرم د.عائشة نتو





الحفل الختامي لبرامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع لعام2009 معالى وزير العمل د.غازي القصيبي وم.محمد عبدالطيف جميل في تكريم د.عائشة نتو














عبدالله الزينل الوزير ـ التاجر


عبدالله الزينل الوزير ـ التاجر

د. عائشة عباس نتو

"ممنوع دخول النساء" عبارة كنا نجدها في بعض الدوائر الحكومية والخاصة بمنع المرأة من قضاء أمورها، واليوم انتهى مفعولها، والبعض منا يعلم ذلك علم اليقين، ولكنه يراهن لآخر لحظة على مسرحيته حفاظًا على امتيازاته، وهو مؤشر سلبي.عبارة المنع تعني أن المرأة مخلوق آخر، وأننا لا نستطيع التعامل معها، بالرغم من أنها موجودة في القطاع الطبي بجانب الرجل، تطبب وتمرض وتدرس في جامعاتنا ومستشفياتنا الطبية، ولكن تمنع من قضاء حوائجها في بلادها.المرأة السعودية تعمل في الأمم المتحدة وهيئة اليونسكو ووكالة "ناسا" وسفاراتنا السعودية في خارج الوطن، إنه ضعف في عبارة المنع التي يحوي مضمونها خسارة لامتهانها. فالمراة عندما تكون لها حاجة وتراجع دائرة حكومية أو خاصة، فهي قادرة على تفسير مطلبها وحاجتها إلى أخيها الموظف الذي تلتقي به في الشارع والسوق وفي بيوت الله، تماما كما تكون قادرة على إجراء عملية داخل غرفة العمليات.فلماذا نعامل الرجل في بلادي على أنه قاصر النظر، مفرط الإحساس، يفقد السيطرة على ضبط مشاعره عند رؤية حواء في أي مكان.وبعد...بث لنا اعلامنا المرئي والمكتوب هذا الاسبوع، اخبار طيبة من طيبة مدينة الرسول صلى عليه وسلم: التقي وزير التجارة الأستاذ/ عبد الله زينل بشباب وفتيات الأعمال في المدينة المنورة، على هامش زيارة خادم الحرمين الشريفين للمنطقة، بجانبه ممثلون عن وزراء من التربية والتعليم، العمل والشؤون الاجتماعية تعنى بدراسة احتياجات الأسر المنتجة وتوحيد آلية العمل بين الوزارات الأربع فيما يتعلق بهذا الشأن واعلن معاليه عن : مؤتمر لشباب وفتيات الأعمال على مستوى المملكة سيعقد في جدة هذا العام،منح إعفاءات ضريبية للمستثمرين في عدد من المناطق، خاصة التي لا تشهد جذبا استثماريا عاليا.تسهيلات تقدمها الحكومة للحد من عوائق الاستثمار لشباب وفتيات الأعمال إعفاء شباب الأعمال من رسوم الزكاة وإتاحة إمكانية فتح سجلات تجارية مجانية في السنوات القادمة.تكوين حاضنات أعمال في القطاع الخاصنعم، إنه عبدالله زينل المسكون بحب الوطن، فقد كانت عباراته تدعم حواء واخيها آدم. عبد الله زينل...قامة أدبٍ، وهامةُ تاجر، خلاصة تاريخ بين التجارة والإدارة. رجلٌ يعرف ما يريد، وما أراد فعله وسيفعله.
نشر بتاريخ 16-07-2009

٠٩‏/٠٧‏/٢٠٠٩

(تأشيرات.. تأشيرات )


(تأشيرات.. تأشيرات )
د. عائشة عباس نتو

جولتي في برامج خدمة المجتمع لعبداللطيف جميل في إنحاء الوطن، جباله و سهوله، في ظل تقلبات الطبيعة و تعرجات الدروب جعل ذهني يلتقط صورا لمناظر عمل المرأة في القطاع الخاص و تصميمها على دورها في التنمية في بلادي. قصص جمعتها من فتيات في مناطق مختلفة، تعرفت على عاداتهن و تقاليدهن و نمط تفكيرهن، و أمضيت معهن أوقاتا حيث لا تزال تتردد في ذهني كلماتهن و حماسهن للعمل. استطاعت إدارة البرامج تهيئتهن و تدريبهن و متابعتهن و تقويمهن؛ فاستجبن للعطاء ضمن بيئة متميزة جعلتهن متميزات.في الحفل الختامي لبرامج عبد اللطيف جميل للعام 2008م. تابعنا حروف الوزير غازي القصيبي صوتًا و حرفًا يقول: حينما تحدث أمام خادم الحرمين الشريفين وعن مبادرات المهندس محمد عبد اللطيف جميل "أتمنى أن يكون في المملكة 10 مثله"، فيعقب عليه خادم الحرمين حفظه الله بقوله: "ليتنا نملك خمسة من أمثاله"، واختتم كلمته بشهادة "إن المهندس محمد جميل وزارة عمل كاملة و وكالة توظيف في شخص لكثرة دعمه لتوظيف الشباب".نعم، إنها وزارة عمل يا معالي الوزير فإيجاد 37 ألف فرصة عمل لمواطن و مواطنة عن طريق 420 موظف و موظفة في أنحاء الوطن هو إنجاز نتفاخر بهلكن البعض من أصحاب الأعمال لازالوا يرددون في صوت واحد، "تأشيرات" "تأشيرات "، حتى تأتيه ريح فتكنسه!فهل نتضامن مع ريح التاريخ التي تكنس؟ لا أعلم أي علة انتابتهم و أي مرض سيطر عليهم؟ما الذي خشَّب عقولهم؟ حين يوظفون ابناءنا وبناتنا براتب1500 ريال ويطلبون منهم إبداع في العمل وعمل10 ساعات في اليوم.سألني سائل ذات مرة: لماذا تصرّين تقديم نفسك بمهنة بائعة نظارات.. فقلت: أفخر كثيراً بها، في كل زمان ومكان..تأويلٍ: بوابة نجاحاتي.* أما عن سر مهنتي تحديداً، فلذلك أكثر من تأويلٍ :فهي مصدر رزقي، واعشقها وتعيش في وجداني- وهي (مدرسة التجارة) بعد مدرسة والدي التجارية رحمه الله أقتدي بالكثير مما تعلمته فيها، - و علمتني حبّ البشر، بما لا يتعارض مع حبِّ

٠٣‏/٠٧‏/٢٠٠٩

جواهر بنت نايف


جواهر بنت نايف
د. عائشة عباس نتو

هناك خلاصات ذهنية تشير إلى منزلة أي إنسان في ضمير أعماله، لا أريد أن أصف "دانة الشرقية" بأنها حواء استثنائية؛ فقد مللنا حكايات الخصوصيّة في بلادنا و التي جعلت نساءنا استثنائيات، و عاداتنا و مجتمعنا استثنائي.حواء اليوم، هي صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف آل سعود حرم أمير منطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد آل سعود؛ إنسانة استثنائية بشموليّة، قيادية متصدرة في نشاطها، متعددة مناحي الإنتاج، حتى أن المرء ليحار في أي جانب من هذه الجوانب يضعها و أي صفة يطلقها عليها.هي نموذج يقتدي به لنسائنا، تشارك نساء المنطقة في المناسبات الاجتماعية و الثقافية و العلمية، تشاركهم في أفراحهم و نجاحاتهم، و كذلك في أتراحهم. و تحرص أن يحث صوتها و حرفها نساء الوطن على المشاركة في التنمية المستدامة لهذا الوطن الغالي.جواهرنا لا تقيدها الإمارة و لا العلاقات الرسمية. لها نشاط وفير في العمل من أجل بناء المجتمع المدني، حالمة بمستقبل أعظم للمرأة السعودية، و لا يبدو عليها الضجر و هي تزرع فينا الطموح و تدعمه. كل شيء تقوله أو تفعله تسنده إلى "الوطنية" مثل النبتة العطشى نهماً لما تفعله. كلما قابلتها في مناسبة شرقاوية تستوقفني أفعالها قبل أقوالها.جعلت من الحلم حقيقة في المنطقة و من المحبة جسراً يربط نساءها، جعلت لكلماتها مصداقية تجبر من ينصت إليها على احترامها، و قد استنكرت مرة في حديثها على بعض نساء المنطقة الابتياع من خارج الوطن بينما يفتح مستثمري بلادنا فروعًا لخدمتنا! علاقتنا بالأميرة الخلاقة بأفعالها الاجتماعية التي تضيء سماء الشرقية المبدعة تلوذ من فعلها بفعلها.لكن الحديث عن دانة الشرقية يمتد بطول و عمق و فخر لنا بأنها أحدى التجارب النسائية الثريّة في المنطقة الشرقية وفي البلاد.إنها جواهر .. و كفى.
نشر بتاريخ 02-07-2009

من أنا

صورتي
Jeddah, Saudi Arabia
لايوجد"لا" في القاموس العائشي