٢٥‏/١٢‏/٢٠٠٨

الأميرة نوره بنت عبد الرحمن آل سعود






الأميرة نوره بنت عبد الرحمن آل سعود
د. عائشة نتو
أقرأ و أسمع في معظم الدول العربية عن إخفاء أسماء النساء أمام الذكور، و نظراً لملاءمة بعضها لبيئتنا السابقة و المعاصرة، وددتُ أن أعرض بعضاً منها، تاركةً للقارئ الكريم مهمة التعليق عليها بما شاء.
* المدرسة العاشرة الابتدائية للبنات بمكة مدرستي رقماً ، و ليس اسماً، و في المقابل في بلادي مدارس الأولاد تسمى بأسماء الصحابة و الملوك و الأمراء و علية القوم.
* في بطاقة دعوة الزواج فإنه غالباً لا يذكر اسم الانثي فيها لا العروس و لا أم العروس فكلاهما تحمل مسمى "كريمة الشيخ".
إذا عشقت حواء الحرف و امتهنته فعليها في كثير من الأحيان أن تختار اسماً تخفي به اسمها مثل "بنت الجزيرة" أو "بنت الرياض".
أما إذا كتب عليها القدر أن تكون ظالمة أو مظلومة فيطلق عليها "فتاة القطيف" أو "فتاة خميس مشيط".
* الشوارع و الأحياء و المباني تخلو تماماً من أسماء النساء!
* إن امتهنت المرأة التجارة و كانت شريكة مال و أعمال فلا يحق لها أن يكتب اسمها في السجل التجاري للشركة، ويجب أن يكون هناك "مديراً" للشركة و ليس "مديرة" حتى و لو كانت حواء تحمل أعلى الدرجات العلمية و حتى لو تراكمت في حياتها الخبرات.
هذه خلاصة وضع حواء في بلادي، لكن هل تغير في الألفية الجديدة ؟
* إن كنت عزيزي القاري لم تسمع في أي موقع كنت.. وبأي أرض حللت عن جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن، التي وضع حجر أساسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كأول جامعة للبنات في السعودية، و أطلق عليها جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن آل سعود مفتخراً بأن يكتب اسم عمته على جامعة البنات و بذلك يؤسس ثقافة سعودية مشتركة للذكور و الإناث، و يدلل على أننا نجيد تأييد استقلالنا بالعلم و العمل التنموي للمرأة.
a.natto@myi2i.com

نشر بتاريخ 25-12-2008

٢٣‏/١٢‏/٢٠٠٨

عاملون في قطاع النظارات: غالبية أخصائيي النظر في المحلات «من دون شهادات»





عاملون في قطاع النظارات: غالبية أخصائيي النظر في المحلات «من دون شهادات»


أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أنهم يعتمدون على الخبرة ويصرفون لمرضاهم قطرات ومراهم أحيانا * د. نتو لـ«الشرق الأوسط»: سباكون يعملون في محلات للنظارات * الصحة لـ«الشرق الأوسط»: إغلاق 26 محلا مخالفا في جدة












عاملون في قطاع النظارات يؤكدون بأن غالبية أخصائيي النظر الموجودين في المحلات لا يحملون مؤهلات تخولهم للكشف على ضعاف البصر («الشرق الأوسط»)

جدة: علي شراية
اعترفت مصادر عاملة في قطاع النظارات في السعودية، ان نحو 90 في المائة من العاملين في محلات النظارات لا يحملون شهادات متخصصة في مجال العيون، مشيرة الى ان تلك كارثة كبيرة تشكل خطرا كبيرا وحقيقيا على عيون الناس، خاصة ان العملاء والمرضى يعتقدون انهم متخصصون في هذا المجال ويعتمدون على كلامهم وقولهم.

يأتي ذلك في وقت اغلقت فيه وزارة الصحة في جدة نحو 26 محلا لبيع النظارات خلال النصف الاول من العام الحالي بسبب عدم تطبيقها للاشتراطات المطلوبة ومخالفتها، ومنحت موافقة مبدئية لنحو 73 محلا لبيع النظارت لحين اكتمال اجراءاتها النظامية لتضاف الى 152 محلا عاملة في هذا المجال.

وقصة المشاكل المترتبة على مثل هذه المخالفة قصة طويلة لها بداية وليست لها نهاية، فجمال السالم، الذي يعمل مندوبا للمبيعات في احدى شركات الأمن والسلامة بجدة، لم يكن يتوقع ان يصاب بحساسية في العين كادت تفقده بصره بسبب شرائه نظارة طبية من احد المحلات المتخصصة في مدينة جدة «غرب السعودية»، بعد أن خضع لكشف اخصائي من احدى الجنسيات الآسيوية، الذي اكتشف فيما بعد انه يمارس العمل في المحل بخبرته التي اكتسبها عن طريق الممارسة، وليجد نفسه مضطرا للخضوع الى العلاج بقطرات العين والمراهم المسكنة.

جولات عديدة نفذتها جهات الاختصاص المتمثلة في فرق امانة جدة ووزارتي الصحة والتجارة والشرطة على المحلات المخالفة وتنفيذ العقوبات اللازمة على المخالفين، خصوصا تلك التي لا تحمل تصاريح مزاولة الكشف حسب التصنيف.

وأوضح الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة لـ«الشرق الأوسط»، ان هناك تصنيفات ومعايير تحدد طبيعة عمل هذه المحلات، حيث لا يحق لاي من تلك المحلات تخصيص موقع للكشف الا للمحلات التي تصنف ضمن الفئة «أ» أو «ب» التي يشترط فيهما وجود أخصائي كشف نظر، كما يحق لمحلات الفئة «أ» بيع العدسات اللاصقة دون سواها من الفئات. وزاد «ان ما تقوم به بعض المحلات من وضع اماكن للكشف وهي لا تتبع لهذا التصنيف تعتبر مخالفة، ويتم احالتها الى لجنة المخالفات بوزارة الصحة وهي التي تقدر المخالفة وفق الانظمة». وكانت جدة ـ وفق مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة ـ شهدت الايام الماضية تسجيل اغلاق نحو 26 محلا مخالفا بعد قيام اللجنة بزيارة المحلات واكتشاف العديد من المخالفات التي تم بموجبها اغلاق المحلات لفترات تتراوح بين 6 اشهر وسنتين، وتغريم أصحابها مبالغ تتراوح بين 10 الى 30 الف ريال.

كما شدد الدكتور باداود على مخالفة البعض عبر أخذهم تصاريح محلات نظارات شمسية من امانة جدة وتحويل النشاط الى نظارات طبية، وهو أمر مخالف وقد تم اكتشاف العديد من المحلات وتم اغلاقها واستدعاء ملاكها وإجبارهم على ازالة المخالفة أو اخذ التصاريح الرسمية واستكمال إجراءات الحصول على تراخيص مزاولة العمل وفق المتبع والمطلوب.

الدكتور بشير أبو نجم، مدير إدارة الرقابة التجارية بأمانة جدة قال لـ «الشرق الأوسط»:«ان الجولات شملت العديد من المحلات والمناشط خلال الفترة الماضية، ومن بينها محلات البصريات التي سجلت العديد من المخالفات ابرزها عدم وجود التصاريح والفنيين المؤهلين». وحول موضوع منح التصاريح من قبل الامانة، قال ابو نحم: ان التصاريح التي تمنحها الامانة هي لمحلات بيع اطارات النظارات «الفريمات» وليس لعيادات كشف وعدسات طبية».

ومن جانبها قالت الدكتورة عائشة نتو إحدى المستثمرات في قطاع البصريات، ان هناك نحو 500 محل للبصريات في جدة، بعضها متخصص في النظارات الشمسية، والبعض الآخر في الاكسسوارات، وان هناك «حراجا» خاصا بالنظارات في حي الصفا، واعترفت بأن هناك «سباكين» يعملون كفنيين في تلك المحلات. وأرجعت المشكلة إلى نقص الكوادر المؤهلة، حيث لا يوجد في السعودية مكان لتخريج المختصين في هذا المجال، سوى في جامعة الملك سعود التي تقدم برنامج طب البصريات لمدة 6 سنوات، ولا يتجاوز عدد مخرجات هذا القسم 20 شخصا سنويا، معظمهم من الفتيات وهن غير مصرح لهن بالعمل في المحلات، على الرغم من حاجة السوق الكبيرة لهذا التخصص، التي تصل إلى نسبة 90 في المائة.

وشددت نتو على الفرق بين الاخصائي والفني بقولها: الأخصائي هو الشخص الحاصل على شهادة البصريات 6 سنوات من الجامعة، ويحق له الكشف على المرضى، على عكس فني البصريات، الذي يقوم بتركيب النظارة وفق القياسات التي يحددها الأخصائي، ومعظم الموجودين في الوقت الحالي هم فنيون. وزادت نتو بأن الموجودين على مستوى المملكة في الوقت الحالي من المختصين 80 في المائة منهم يعملون في محلات كفنيي بصريات والباقون هم فقط الاختصاصيون ويحق لهم الكشف، وطالبت نتو وزارة الصحة بزيادة اعداد المفتشين والمراقبين، كما طالبت بفتح المجال أمام الفتيات للعمل في محلات البصريات لتغطية العجز، وبينت أن 90 في المائة من الطاقة الموجودة تستأثر بها القطاعات الحكومية.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من المحلات العاملة في المجال كانت قد تعرضت للإغلاق والحرمان من الحصول على الترخيص لفترات متفاوتة بسبب المخالفات العديدة المرتكبة في هذا الجانب.

ففي محافظة الاحساء سجلت مخالفة على احد المراكز افتتح محلا للنظارات داخل احد المستشفيات الخاصة من دون اخذ موافقة الجهات المسؤولة في الشؤون الصحية في المحافظة، وبين حسين الراوي الرويلي مدير الشؤون الصحية بمحافظة الأحساء، انه لا تهاون في تطبيق التعليمات المنظمة لعمل القطاع الصحي الخاص واتخاذ أقصى العقوبات والغرامات المالية على المخالفين.

وفي الطائف أغلقت الشؤون الصحية في محافظة الطائف 4 محلات للنظارات، لمخالفتها شروط نظام المؤسسات الطبية الخاصة، وذلك بعد رصد مخالفات أثناء الجولات، كما شهدت منطقة نجران اغلاق محل نظارات نظراً لعدم وجود فني نظارات طبية بالمحل، كما يوجد بالمحل عامل صدر له قرار من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بعدم أهليته للعمل كفني نظارات ونقص في التجهيزات الأساسية.

وأخيرا في جدة خلال الاسبوع الماضي أغلقت لجنة الرقابة الصحية بصحة جدة مركزاً للعلاج الطبيعي وخمسة محلات أخرى لبيع النظارات الطبية لوجود عدة مخالفات.

واوضح رئيس اللجنة خضران الحارثي، ان اللجنة قامت بإغلاق مركز للعلاج الطبيعي بأحد المجمعات الطبية بشمال جدة، وذلك لقيامه بمزاولة العمل دون وجود كوادر طبية مرخصة من اخصائيين وفنيين، وتبين انه من عدة اشهر يزاول العمل بعمالة غير مرخصة ومن دون تصريح أو تصنيف من الهيئة السعودية للتخصصات الطبية، وسيستمر الاغلاق حتى يحصل على التراخيص المطلوبة، كما قامت لجنة المرور على محلات النظارات باغلاق خمسة محلات لبيع النظارات بوسط جدة وهي تقوم بمزاولة العمل من دون ترخيص، وأشار الحارثي الى ان الغرامة في مثل هذه الحالات قد تصل الى مائة ألف ريال.

١٩‏/١٢‏/٢٠٠٨

سعوديات


سعوديات

حمزة قبلان المزيني - الوطن

سعدت بحضور مؤتمر الفكر العربي في دورته السابعة التي عُقدت هذا الأسبوع في القاهرة. وهي فرصة أتاحتها لي دعوة كريمة من شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) لحضور المؤتمر. وهناك كثير من الجوانب التي تستحق أن يشار إليها في الفعاليات المكثفة التي تخللته، وحظيت برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.لكني أود هنا الاقتصار على جانب واحد من هذه الجوانب. ذلك هو المشاركة النسائية السعودية التي تستحق الإشارة إليها والإشادة بها خاصة في وجه كثير من المحاولات المكثفة الساعية للتقليل من شأن المرأة السعودية، وتهدف إلى تغييبها أو تغييب إسهاماتها الواضحة في مجالات عديدة.كما أود أن أشير هنا تحديدا إلى أربعة نماذج من السعوديات اللاتي شاركن في المؤتمر بفعالية ظاهرة.ويمثل أول هذه النماذج عدد من السعوديات اللاتي يعملن في شركة الزيت العربية السعودية. وهؤلاء السعوديات مثال مشرف للشخصية النموذجية لمنسوبي هذه الشركة عموما التي تعد مثالا في الانضباط والكفاءة، وهو ما أشرت إليه في مقال سابق.ومما يلفت النظر أن هؤلاء السعوديات اللاتي سعدت بلقائهن والتحدث إليهن في المؤتمر يتمتعن بمستوى ثقافي مشرف. فهن على درجة عالية من الوعي الثقافي الذي يشهد به مدى إحاطتهن بما يجري من نقاش لكثير من القضايا الثقافية والاجتماعية والفكرية التي ينشغل بها الحوار العام في بلادنا. ويمكن أن أذكر بعض الأسماء التي تمثل هذا النموذج الرائع للسعوديات المشاركات في المؤتمر؛ ومنهن الأستاذة منيرة القحطاني والأستاذة مي المزيني، وأعتذر عن عدم ذكر أخريات كان من حقهن أن يُذكرن. إذ المقصود هو التمثيل لا الاستقصاء.والنموذج الثاني يمثله عدد من السعوديات اللاتي شاركن بفعالية في تنظيم بعض الندوات المهمة في المؤتمر، خاصة ما سمي بـ"مقهى الحوار" الذي كان طريقة جديدة غير معهودة ـ لكنها رائدة ـ في إدارة الحوار بين المشاركين في نقاش قضية ما.ومن أبرز هؤلاء السعوديات أكاديميات بارزات معروفات مثل الدكتورة عزيزة المانع والدكتورة سهام الصويغ والدكتورة حصة آل الشيخ. ويشهد بفعاليتهن العالية ذلك التنظيم الدقيق والمتابعة الرائعة للخطوات التي نفذت بها تلك الحوارات. وكان يمكن للملاحظ أن يرصد حركتهن الدائبة وتنقلهن السريع لضبط إيقاعها.

أما النموذج الثالث فهو لبعض المشارِكات في الندوات الرئيسة للمؤتمر.

ويمكن أن أشير هنا إلى أكاديمية سعودية واحدة يمكن اتخاذها مثالا لحيوية المرأة السعودية التي تتمثل في اجتراح المبادرات الرائدة.تلك هي الدكتورة عائشة نتو. فقد تحدثت في إحدى الندوات الخاصة بأصحاب المبادرات في تأسيس المشروعات الاستثمارية عن الشركة التي أسستها في المملكة، وهي شركة صارت "تحتل المرتبة السابعة من بين أفضل شركات أصحاب المشروعات في المملكة العربية السعودية". وأشارت إلى أنها بدأت مشروعها في مجال النظارات في عام 1990، وانطلقت بمتجر واحد حتى أصبح لديها الآن 15 متجراً وتطمح إلى أن يكون لديها 101 متجر وهو الرقم الذي حمله حلمها عند بدايته. وأضافت عائشة قائلة" أخطط لكي أفتح 10 متاجر كل عام، أحيانا نفشل لكن في أحيان كثيرة ننجح، وسننتهي من السعودية ثم الخليج ومنها إلى الدول العربية ثم إلى باقي دول العالم بحيث ننتقل من النطاق الوطني إلى الصعيد الدولي، وأعتقد أنني حصلت على ميزة كبيرة لأنني صاحبة مشروع في السعودية، ففي السعودية هناك مناخ يسمح للنساء بأن يمروا قبل غيرهم وعلينا أن نستغل كوننا نساءً" (كما ورد في تقرير عن تلك الندوة نشرته "الوطن"، 19/11/1429).وهناك ما يلفت النظر في شخصية الدكتورة نتو؛ ومن ذلك أنها دائمة الحركة، وتتميز بالجرأة على فتح أبواب النقاش في كل مقام تكون فيه. وهي شخصية متفائلة مرحة تشيع من حولها جوا من التفاؤل والتحدي والتصميم.

والنموذج الرابع ما تمثله الدكتورة بهيجة بهاء عزي (وأعتز بأنها من المدينة المنورة). وهي مستشارة في مجلس الشورى، لكن إسهاماتها تتجاوز هذه المشاركة. فمن أهم ما تسهم به الدكتورة بهيجة تأسيسها لجمعية تهتم بالأسرة. وقد عرضت أهداف هذا المشروع ومحتوياته وإسهاماته عرضا رائعا في بهو الفندق الذي أقيم فيه المؤتمر أمام بعض السعوديين المشاركين في المؤتمر.وأهم ما لفت نظري في شخصية الدكتورة بهيجة التزامها الديني الواضح الذي يشهد به مظهرها وأهداف مؤسستها وخطابها الذي يمثل خطابا إسلاميا واعيا. فقد أوضحت أن كثيرا من المشكلات الاجتماعية التي تظهر أخبارها المرعبة في وسائل الإعلام، مثل الطلاق والعنف الأسري وغير ذلك يمكن معالجتها بتثقيف الزوج والزوجة بدءا من فترة الخطوبة. وقد أقامت الدكتورة الفاضلة كثيرا من الندوات وورش العمل لتدريب الأزواج والزوجات على مواجهة ما يمكن أن يعترضهم من المشكلات. كما أعدت كثيرا من حقائب التدريب التي يمكن الاستفادة منها في حماية الأسرة من مخاطر المشكلات الأسرية التي أخذت في الاستفحال الآن.ويلفت النظر أن هذه المؤسسة تقوم على التمويل الذاتي الذي تتحمل الدكتورة بهيجة جانبا كبيرا منه. ومع أن هذه المؤسسة تتبع رابطة العالم الإسلامي إلا أنها لا تمولها، وربما كان سبب هذا أن كثيرا من أموال الرابطة تصرف على هيئات ربما لا تقارب في أهميتها ونفعها مثل هذه المؤسسة الرائدة.وعلى الرغم من المظهر المتدين لمؤسِّسة هذه المؤسسة، ومع أن اسم المؤسسة يحصرها بـ"الأسرة المسلمة"، إلا أنها تسعى إلى تخليصها من هذه المحدودية لتتجاوز أهدافها وعملها إلى الإنسان بوصفه إنسانا. وقد قدمت عروضا كثيرة في بعض الدول الخارجية، وهي ترى أن مثل هذه المؤسسة بأهدافها الإسلامية يمكن أن تكون أفضل أداة للدعوة إلى الإسلام ورد كثير من التهم التي توجه للمسلمين نتيجة لبعض الأحداث الإرهابية التي ينفذها بعض المتطرفين من المسلمين.ومن المؤمل أن يسعى الخيِّرون إلى تعضيد مثل هذه المشاريع الإنسانية الرائدة في معالجة الأزمات الأسرية والوقوف معها، معنويا ومن حيث التمويل، لكي تحقق أهدافها النبيلة.أما ما لفت نظري أكثر من غيره في شخصية الدكتورة بهيجة عزي فهو قراءتها غير التقليدية لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. فهي تشير مثلا إلى صفة العدل التي وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم النجاشي ملك الحبشة حين وجه المسلمين للهجرة إليها. فقد أشارت إلى أن هذه الإشارة لم تكن عابرة بل مقصودة لإعلاء مفهوم العدل في الضمير المسلم.ومن قراءاتها الرائعة للسيرة إشارتها إلى مكانة المرأة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد أشارت إلى الدور المؤيد المطمْئِن الذي قامت به السيدة خديجة رضي الله عنها ووقوفها إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية نزول الوحي عليه وتصديقها له، وهو دور ربما لا يريد بعض الرجال المسلمين أن يعترف للمرأة بإمكان القيام به.كما أشارت إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي قالت فيه إن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي في حجرها. وهو ما يصور مدى حبها له، كما يصور المكانة التي تحتلها المرأة في زمن الرسالة المتمثل في عدم التردد في تصوير المواقف بالغة الحساسية، وذلك ما اختفى من حياة كثير من المسلمين.وحين أشار بعض من حضر العرض الذي تفضلت به الدكتورة بهيجة إلى احتمال ردود الفعل المعارِضة على مثل هذا المشروع غير التقليدي من بعض الأوساط في المملكة قالت إن العلاقة بين المختلفين في الرؤى يجب أن تقوم على قاعدة "المصادقة بدل المصادمة". وتعني بهذا أن يستمع المختلفون بعضهم إلى بعض وأن يحسن بعضهم الظن ببعض وأن يؤمن الجميع أن الهدف النهائي للاجتهادات كلها هو الارتقاء بالمجتمع السعودي لا أن ينتصر فريق على فريق.وتشهد هذه النماذج الأربعة أن المرأة السعودية قادرة على الإسهام الفعال في مناح كثيرة، كما تشهد بأن العوائق التي تزرع في طريقها لم تنجح في إلغائها من المعادلة الوطنية.وكم نخطئ كثيرا حين نقصر قضايا المرأة على قضايا الحجاب والاختلاط وقيادة السيارة، مع أن هناك قضايا كبرى يمكن أن نصرف جهودنا إليها من أجل تخفيف نتائجها السلبية على المجتمع بكامله.وتشهد النماذج الأربعة كذلك على أن المرأة السعودية ربما تكون أقدر من الرجل السعودي على رصد كثير من المشكلات الاجتماعية، وهي أقدر على التماس العلاجات الضرورية لها، لكونها امرأة أولا، ولكونها أكثر وعيا في كثير من الحالات من الرجل.أردت في هذا المقال أن أشير إلى سعوديات يشرف بهن الوطن بأسمائهن المحددة، لكني أريد من وراء ذلك أن أقول إن هذه الأسماء لا تستغرق الأسماء الفاعلة كلها في مجالات كثيرة نلمس أثرها وإن لم نعرف أسماء كثير من السعوديات اللاتي ينجزن بصمت كثيرا من المشاريع الرائدة ويمثلن فكرا وطنيا إنسانيا رائدا.* أكاديمي وكاتب سعودي

الباكون والباكيات



الباكون والباكيات
د.عائشة نتو


يمثل موسم الحج لأهالي مكة المكرمة و المدينة المنورة كل عام فرصة اقتصادية مالية قدرتها جهات اقتصادية بحوالي 20 مليار ريال فقط لمدينة مكة المكرمة.و يعد هذا الحدث الديني تلاقحاً للأفكار والثقافات التي تتوافد على مكة و المدينة المنورة،وتثري حياتهم اكتساب المعرفة ولغات الشعوب وقد اختزلوا تعدد الثقافات وتعدد المفاهيم في رقعةٍ جغرافيةٍ صغيرة، فوالدي رحمه الله، كان يجيد عدة لغات و لم ينتسب إلى أي مدرسة لغات بل اكتسبها من مزاولة التجارة في السوق الصغير بمكة.اكتب منذ سنوات أحثُّ فيها على خلق عمل للمرأة بمكة والمدينة، ولستُ بهذه الدعوة أُنكِرُ على مَنْ ساهم في خدمة تلك المدن وأهلها، ولكنني مُوقنٌة بأن هناك أعمالاً في الحج لها الأولوية لفتياتنا، خاصةً لمن يبحثون عن عمل وهم في تعداد البطالة اليوم،وأوجه نداءاً إلى مؤسسات الطوافة لمنح بنات الوطن فرصة العمل معهم ،مُنطلقةً من الاعتبارات التالية: * أولاً: هناك شريحة كبيرة من نساء مجتمعنا السعودي تُعاني من البطالة النسائية، فهي أولى من غيرها، و قد مررت بتجربة خدمة الحجيج فقد كانت البيوت المكاوية تستقبل الحجيج في ضيافتها قبل نظام الفندقة .* ثانياً: إذا كنا قد اعترفنا رسمياً و شعبياً، و بأكثر من وسيلة، أن ( البطالة) في بلادنا باتت قضيةً لا يمكن تجاهلها ولا التساهُل في التعامل معها، فإنه لابد من التصدي لها، مذكِّرة، أن حلم وظائف الدولة أصبح من الماضي. * ثالثاً: الجهود الفردية في حل البطالة عنصر ناضب، ولذا أتمنى من أصحاب مؤسسات الطوافة.. إقامة آليات لعمل المرأة في خدمة الحجيج، مثل الأعمال المكتبية وتسجيل الإحصائيات، إدخال البيانات، إرشاد الحاجات، مرافقتهن في زيارة الأماكن المقدسة، دعم جهود التدريب والتأهيل لأعمال الطوافة مثل أن تكون هناك كلية تعنى مخرجاتها بشؤون الحجيج،وكذلك العمل عن بعد في تسجيل المعلومات. و مثل هذه الفرص الوظيفية كثيرة تضمن للمستفيدات منها ديمُومة الإيراد، فبناتنا أولى بخدمة مدنهم! * رابعاً: علمتنا التجربة، في أكثر من مناسبة و أكثر من مكان أن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد و لا يستفاد منه، من هنا جاءت فكرة الدعوة إلى إيجاد فرص عمل و التي أعرف أنها لن تعجب الباكين والباكيات ولا محرري البطالة ، و لا من يضع اللوم على وزيرنا الدكتور غازي القصيبي. هل تعرفون لماذا؟لأن المذكورين المخالفين لهذه الدعوة لا يسعهم العيش من دون وجود شماعة القصيبي، و ستفقدهم الجماهير الغفيرة الباكية الممتدة من الأطراف الشرقية و حتى الأقاصي الغربية ، مبدأ التثاؤب معدٍ ، لأن كلمة البطالة أصابتنا بالتثاؤب، والآخرون الذين رأونا أو سمعونا نتثاءب قد تثاءبوا أيضاً.و ختاماً فإن حروفي لها قراءتان. الأولى ماضوية انغلاقية تكبّل الطاقات النسائية، بل تشلها. والثانية منفتحة، تدفع بها إلى الانخراط في عملية التنمية في بلادي. ولكني اعلم أن هذا يتطلب فهماً تدريجياً للعقليات و النفسيات و السلوكيات لتقبل مشاركة عمل المرأة.A.natto@myi2i.com
نشر بتاريخ 17-12-2008

٠٣‏/١٢‏/٢٠٠٨

خالة عزيزة والأزمة الاقتصادية





خالة عزيزة والأزمة الاقتصادية
د.عائشة نتو



تتمتع خالة عزيزة بشخصية تتجسد فيها ألوان المثابرة لعمل المرأة، و(يتواءم) فيها العجب والإعجاب معاً لدى من عرفها أو عرف عنها شيئاً!أما العجب فهو إصرارها على العمل خارج قرار120 الذي يتيح فرص العمل للمرأة في القطاع الخاص، وداخل أسوار نفسها المثقلة بالمرارة من مرض ابنها بالسرطان.بالفطرة، وبظلال من خبرتها البسيطة في الاقتصاد، شخّصت خالة عزيزة أن اقتصادنا بخير وقالت طمأني ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين بأن البلد بخير، لم تسمع خالة عزيزة بالنظريات الاقتصادية أو السياسية. فقط تركض لتصوير الجوازات والإقامات وتسدد الرسوم الحكومية لزبائنها من جوال تعلقه خوفا من ضياعه.إذا فتحت دفتر خالة عزيزة...تجدها امرأة على مشارف الستين، بوجهها سمرة الأرض، تخايلك نماذج لنساء من بلادي قهرن الفقر، وتعلمن التعايش مع الحياة بعرق الجبين، وشرف الكلمة والروح، وبقناعة ورضا لا تشوبهما حسابات الربح والخسارة. تبدأ خاله عزيزة يومها في السابعة صباحاً. تعدّ وجبة الإفطار لولدها المُقعَد المريض بالسرطان الذي تحمل صورته في جوالها. ثم تهرع إلى مكتب التعقيب قرب جوازات جدة، لا يعرف مكتبها الجدران ولا الأبواب ولا الشبابيك، إنه مجرد كائن جوّال، يحلق بحيوية في فضاء مفتوح. يظللها مفرش من القماش الثقيل، ومكينة تصوير، وماء ساخن لعمل ألشاي وماء بارد تبيعه للمراجعين، ومظلة للوقاية من حرارة شمس أغسطس.تتسلم من المراجعين الجوازات والإقامة وتركض إلى الداخل لقسم النساء في الجوازات لعمل استشارة سريعة لحل بعض الإشكاليات في معاملة المراجع. وقبل نهاية الدوام تحرص جاهدة لرفع الدخل اليومي بتنظيم الفرشة وتقول:"أنا وابني ومحنة مرضه نعيش في بيت واحد وأسعى لسد حاجاتنا، وقد زارني مندوب عبد اللطيف جميل ليمنحني قرض لعمل عربة متحركة وسأسدد القرض بمبلغ500 ريال شهرياً".حرمان خالة عزيزة من التعليم، ومحنة مرض ابنها، وشظف العيش، كل ذلك زادها إصراراً على العمل الحر. تقول بمسحة من الاعتزاز:"مورد أجهزة التصوير ورد لي الجهاز بالتقسيط، لقد وثق في عملي".هذه المفردات البسيطة إلى حد التقشّف والزهد لا تصادر حق خالة عزيزة في الحلم بمحل صغير، وبكرسي مريح بدلاً من كرسي الجريد الذي تجلس عليه نحو 8 ساعات يوميا.محتفظة بابتسامتها القنوع المرحة ووقارها الرصين، تقول خالة عزيزة: "نفسي حتى في كشك صغَّير مكيف، أفضل من قَعْدة الشارع...وهو برضه يحميني من الشمس". تتفحص قسمات وجهها الذي يعكس مقدرتها على التشبث بالحلم، وأن المرأة في بلادي يمكنها أن تصنع شيئاً مهما كانت العراقيل التي تواجهها.a.natto@myi2i.com
نشر بتاريخ 03-12-2008

٠٢‏/١٢‏/٢٠٠٨

خالد الفيصل في مقهى الشباب




خالد الفيصل في مقهى الشباب
د.عائشة نتو


تشرفت بالمشاركة في مؤتمر مؤسسة الفكر العربي (فكر 7) تحت شعار«ثقافة التنمية»، حيث احتشد عشرات الباحثين العرب في القاهرة لمناقشة القضايا المتصلة بثقافة التنمية، والمعوقات الفكرية والاقتصادية التي تقف في طريق التنمية في العالم العربي. وعقد بجانب فعاليات المؤتمر «مقهى الشباب» لم يكن مجرد مقهى للحوار، ولا حتى مجرد ملتقى للمفاوضات وطرح المنافسات وتوقيع الاتفاقيات وإطلاق التصريحات،إنما كان حواراً يعكس هموم الشباب العربي بشتى ميادين حياتهم وحضارتهم وهمومهم وأحلامهم.ضم مجموعات شبابية تكونت كل مجموعة من خمسة شباب من مختلف الدول العربية لمناقشة "هويّة الشباب العربي"، وشارك فيها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل معلقا بقوله "سمحوا لي الشباب إن أكون شابا اليوم"،استمع لكل مجموعة، ناقشهم، حاورهم، وعارضهم ووافقهم و كان يزرع الأمل في نفوسهم، وحاول جاهداً أن يؤكد على أن الإحباط يقتل النفس ويحطمها.مقتطفات من حوار "مقهى الشباب":تعودت على ممارسة قراءة الوجوه، فثمة وجوه من شبابنا، حزينة وعرة لم تفتح لي منافذ طرقها بيسر، تجولت في وجوهم فمنها المتوترة، المنبسطة، المستبشرة، المكفهرة، الحزينة، و المتلهفة تحمل آمال المستقبل.- احمد من الأردن معلقاً على محور"العروبة" قائلاً "إن الهزائم متشابهة في الدول العربية كبرت أم صغرت فلها المذاق المر في حلوقنا". نعم يا احمد استدراكاتكم تلوم النفس المنهزمة، ولا تقيها من الانغماس في حسراتها.- نسرين من البحرين قالت "إن مجتمعنا العربي مجتمع ذكوري و إن المرأة لم تشارك في صنع القرار". معك حق يا نسرين، و لكن الغياب في العالم العربي ليس مقصوراً على المرأة، و إنما الإنسان العربي برجاله ونسائه غائب و مغيّب، وإن قضايا المرأة من القضايا المزمنة، و البعض من نسائنا قد تبرمجن على الثقافة الذكورية أشد من الرجال، فهن مقتنعات تمام الاقتناع بأوضاعهن الحالية وهذه هي المعضلة الحقيقة، الاعتراف بمكانة المرأة يتطلب تجاوز ثقافة الوصاية عليها والامتهان بها. - عبد الرحمن من الصومال يبث بصوت حزين قوله " غدونا أوراقاً ممزقة تحمل أجزاء كلمات"عندما كنا نستمع إليك يا عبد الرحمن وأنت تجتر مرارة الحروب الصومالية لتقنعنا بمعاناتكم، كأن شيئاً طار من أفئدتنا.كنت أحاول التغلب على ثقافة الإحباط في حوارنا مع الشباب ،التي حاول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لجمها في حديثه مع الشباب، وبين فوائدها و أننا بحاجة لعلاج قسري لها ،لكنها تشابهت قضايانا العربية وتباينت وكلنا نسعى وراء السلام و تحقيق الأحلام ، سرب من الأمنيات يجمعها الشباب العربي في شباكنا اليوم. a.natto@myi2i.com
نشر بتاريخ 26-11-20

من أنا

صورتي
Jeddah, Saudi Arabia
لايوجد"لا" في القاموس العائشي