٢٣‏/٠٩‏/٢٠٠٩

لم يفتشوني


لم يفتشوني
د. عائشة عباس نتو

طبيعة النواميس الاجتماعية السعودية في العلاقة بين الحاكم و الرعية سلام في سلام. فقد تشرفت بمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود و لم يفتشوني، كذلك كان لي شرف مقابلة أمير منطقة مكة المكرمة وإمارة تبوك و مقابلة أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز و لم يفتشوني.إنها سياسة الباب المفتوح بين الأسرة الحاكمة الكريمة و بين أبناء الشعب السعودي نساء و رجالاً.لن تتغير العلاقة بين الحكام و الشعب من أجل الحادثة اليتيمة التي استهدفت المسؤول الأول عن مكافحة الإرهاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف. لن تلغي هذه الحادثة إرثنا و لن تستطيع أن تصادر سياسة الباب المفتوح لقصر الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.حدث الغادر عبد الله عسيري لن يغير من سياسة الدولة و ستظل جميع أبواب قادتنا مفتوحة للتائبين. و استوقفتني أفعالهم في إقحام حواء في تمرير أجندتهم، و ما وفاء الشهري التي هربت إلى اليمن لتنضم إلى زوجها الثالث العضو البارز في القاعدة إلا سلعة من بضاعتهم التي استغلوها لكي يتاجروا بها و اتخذوا منها جسرًا لعبور البلاد و محورًا للحديث مع الأمير محمد بن نايف.إنها إشارة لإفلاس الفئة الضالة التي ارتضت لنفسها الانحراف عن السلوك القويم. فكيف نفرق بين من يتاجرون في أعراض النساء و الذين لا يتورعون في بيعها، و بين من يقوم بالتفجيرات و يستخدم النساء في تمرير أحقادهم و ضلالهم للتدمير في بلاد الحرمين؟.أي ذريعة تلك التي يتذرعون بها بعد أن استخدموا النساء غطاءًا لهم؟ و أي منطق هذا!؟وبعد...الإرهاب ليس مسؤولية نظام و أجهزة حكومية فقط، بل هو تربية و تعليم و برامج تربوية و تثقيفية تستهدف رجالنا و نساءنا و أطفالنا. إن قتل النفس إهانة للدين الذي أمر بصونها و دفعها للعلم و التقدم الحضاري.
نشر بتاريخ 10-09-2009

بدر كريم يُبكي والدتي


بدر كريم يُبكي والدتي
د. عائشة عباس نتو

كنت أشاهد الأسبوع الماضي برنامج " شخصيات وتجارب" في القناة الأولى السعودية البرنامج يقدم رموز الوطن وتجاربهم، واستضاف البرنامج د/ بدر أحمد كريم الرمز الإعلامي المعروف في بلادي.وجدت نفسي أتأمل الرجل الذي كان يتسبب في بكاء والدتي رحمها الله في زمن كانت الاتصالات فيه ضربا من الخيال في بلادي، كان المذيع المخضرم بدر كريم له برنامج في الإذاعة يسمى "تحية وسلام"، ويعتبر جسر تواصل بين الطلبة في الخارج وأسرهم في الوطن.جلبت هذه التداعيات في داخلي صورة والدتي رحمها الله وهي تتمسك بالمذياع تبكي متشوقة إلى ابنها الغائب وكانت تردد جملة "الله يرد الغائب"، والغائب كان أخي الدكتور إبراهيم عباس نتو المبتعث إلى أمريكا للدراسة.و أعتقد أنه خيل إلى والدتي أن المذيع بدر كريم يحمل خارطة أمريكا بين يديه تحمل نقاط تدله على الطلبة. أما نحن الصغار فتولد كرها في داخلنا للمذيع بدر كريم الذي يتسبب في بكاء أمي أسبوعيًا ولا نعرف السبب!فرضت والدتى علينا قيودًا صارمة كأطفال أن لا نتحرك خلال إذاعة برنامج " تحية وسلام"، وأن تتجمد أطرافنا وأنفاسنا حتى ينتهي بث البرنامج. وبعد فترة من الزمن بدأنا نشارك والدتي البكاء ربما كان دعمًا لها وربما لانه لا حيلة لنا غيره!أما والدي رحمه الله الذي يعمل في دكانه من بزوغ الفجر حتى صلاة العشاء، فلا أعرف هل كان يتابع برنامج "تحية وسلام" أم يكتفي بتلك الأسطوانة البلاستكية التي يحضرها في فترات متباعدة تحمل صوت أخي الدكتور إبراهيم وتجعلنا نحلق كأطفال حول الآلة "البك أب" لنسمع صوت أخي القادم من أمريكا، وأكاد أجزم أن والدتي لا تعرف أين أمريكا في ذلك الوقت؟ لكنها تعرف أنها بلاد بعيدة- بعيدة.نعم كان بدر كريم ضوءًا يتسرب إلى قلوب أمهات الطلبة فيزرع الآمال فيهن ويبهج قلوبهن ويدمع أعينهن. نتذكره دائمًا صوتًا وصورة ونتذكر دائمًا أن برنامج "تحية وسلام" هو برنامج إنساني عظيم. زمن عشناه بحلوه ومره، لم تستطع أبوابه الضيقة أن تمنع صوت بدر كريم من أن يعيش بيننا، وسيظل بدر كريم في أذهاننا رمزًا من رموز الوطن.سؤال إلى وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، هل خلت بلادنا من الرموز النسائية لأن برنامج شخصيات وتجارب بلا نساء؟
نشر بتاريخ 03-09-2009

من أنا

صورتي
Jeddah, Saudi Arabia
لايوجد"لا" في القاموس العائشي