٢٥‏/٠٦‏/٢٠٠٩

بيعة حواء

بيعة حواء
د/عائشة عباس نتو
إن الحديث عن والدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - ليس بالأمر الهين علي أبداً، لأن ما أنجزه للمرأة في أربعة أعوام يعادل.. فيما أتصور.. أربعين عامًا، لذلك لا أملك موهبة التعبير عنه تعبيرًا ينصف ملك الإنسانية استحقاقًا و عدلاً. و حين بدأت أصف حروفي، أوجست خيفة في نفسي رغم شعوري البالغ بغبطة خاصة لأن حروفي تشريفًا لي وتكريمًا.إن لوالدنا خادم الحرمين الشريفين رصيد ضخم من الإنجازات، و هي بلا ريب مجموعة مثيرة ينافس بعضها بعضاً، فهو أب، وقائد و صاحب القرار، يجمع بين رقة الإنسان و شفافية البيان و ملكة الحكمة بمستوى، مما يجعله يتفاعل بيسر و سكينة مع القرارات الداخلية و الخارجية، و يتعاطى معها بشفافية وحكمة. له محطات من الألم و الفرح في حياته، يذرف الدمع رحمة في لقائه بأطفال شهداء الوطن فيأسر حواس الإنسان، و أخرى يدفن أخاه الأمير عبد المجيد رحمه الله، و يشارك أهل الشمال فرحتهم في استقباله،و يعلو فوق هام الفرح إبداعًا حين يفتتح صروح العلم و منجزات الوطن فيصوغ لذلك باقات من القول في كل افتتاح!و رغم ما يمكن أن يقال عن يوم البيعة، فإن ذلك يجب ألا يحرمني شرف الحديث عن والدي خادم الحرمين الشريفين، لأنني أؤمن إيمانًا لا ينازعه شك بأن إنجازاته الكثيرة تقف شاهدًا نزيهًا له لا يفتقر معها إلى شهادة مخلوق. و إشراك حواء في التنمية، لا يبرح الذاكرة و لا يمل ذكره اللسان ما برح يضيء أروقة حياتنا إبداعًا و فرحًا .تعيين نائبة وزير التربية و التعليم الأستاذة نورة الفائز في قطاع التعليم، و تعيين السيدة لبنى العليان - كبيرة المسؤولين التنفيذيين في مجموعة العليان- في مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية،و مشاركة المرأة عضوًا في مختلف المجالات.و كان لتسمية جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات بإسم عمته ترجمة لقوله " أمي امرأة و أختي امرأة، و ابنتي امرأة، و زوجتي امرأة، و سيأتي اليوم الذي ستتمكن فيه النساء من قيادة السيارة، زد على ذلك أنه في بعض مناطق السعودية في الصحاري أو المناطق الزراعية تجدون نساء يقدن سيارات،إن المسألة تتطلب الصبر.. و مع الوقت أعتقد أن هذا الأمر سيصبح ممكنًا." و هذه الإشادات و الشهادات من ناحية أخرى تحمل رسالة للمجتمع أيضًا بأهمية تضافر كل الجهود لتشجيع مسيرة المرأة، و الاعتراف بحقها في التنمية.و بعد..إنها نبذة تاريخية موجزة اقتبستها من سيرته، محاولة رسم صورة تقريبية عنه انجازًا و خدمة و عطاءً لهذه البلاد.و بهذه المناسبة نرفع آمالنا لوالدنا لنعبر فيها عن طموحاتنا العليا المعقودة عليه، بأن تصبح المرأة عضوة فعالة و ليست مجرد مستشارة في مجلس الشورى، و مديرة لجامعة البنات و ليست عميدة شطر الطالبات، و أن تشارك بفاعلية بدورها في التنمية.A.Natto@myi2i.com
نشر بتاريخ 25-06-2009

١٨‏/٠٦‏/٢٠٠٩

محمد عبده ..عندما يفقد النطق


محمد عبده ..عندما يفقد النطق
د/عائشة عباس نتو

كانت زيارة فنان العرب محمد عبده لنادي الصم بجدة، تأكيداً على أهمية العلاقات الإنسانية بين أعلامٍ من السعودية و ذوي الاحتياجات الخاصة على مختلف الأصعدة و المجالات و الأنشطة الحياتية، الإنسانية منها و الاجتماعية. ذوي الاحتياجات الخاصة هم فئة من المجتمع، و زيارة المسوؤلين و الفنانين و أصحاب و صاحبات الأعمال فرصة لدعم قضيتهم و إبرازها للمجتمع، و ذلك لتسهيل الخدمات مع المنشآت التي تقدمها و طرحها للنقاش العام في سياق التطورات التكنولوجية الجديدة التي تساعدهم لتخطي محنهم.في زيارة عبده لذوي الاحتياجات الخاصة، كان سكوته عاصفة مخيفة، تحدث معهم بلغة الإشارة، و صمت عن الكلام. حاول فاقدو السمع جهدهم بالابتسام للتعويض عن كلمات الترحيب التي نتبارى بها في مناسباتنا شعرًا و نثرًا، و نحن نعشق الخطابة في بلادنا و العالم أجمع، لا زالت الظاهرة الصوتية و الحنجرية سمة عصرنا. حاول فاقدو السمع أن يصطادوا الضحكة، و نجحوا في التواصل مع معه بالإشارة حيث أنه مر بمخاض تجربة فاقدي السمع و لم تكن لغة الإشارة حديثة عليه لأن ابن أخته يعاني من الصمم.كنت أتوقع أن زيارته هي زيارة عاجلة تلبيةً لدعوة النادي، لكنها امتدت إلى ثلاث ساعات قضاها مع فاقدي السمع تفقد فيها حالهم و أحوالهم و الخدمات التي تقدم لهم، تناول الغذاء معهم، و بعيدًا عن الأضواء طلب من المسئولين أن يساهم في نادي الصم بجدة ماديًا و معنويًا.كانت الزيارة، من أولها إلى آخرها، عملاً من أعمال الإنسانية ، و فرق بين عمل ينبع من إنسانية و عمل يصدر عن واجب. في كل مرة أزور فيها تلك الفئة، أسأل نفسي كيف تخطوا الآلام و تعايشوا مع الحياة و البعض منا يصحو متثاقلا و يتشاكى و يتباكى على حظه. و أخيرًا... لقد أصبحت هناك ضرورة عاجلة لرصد و مواجهة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة بصورة مستمرة، و صياغة و إصدار دستور ينظمهم و يرشدهم. و أصبحت هناك حاجة، عمومًا، إلى تفقد شأنهم من خلال رؤية شاملة و متداخلة بين مختلف الأدوات المساعدة لهم، و ذلك من أجل مستقبل آمن لتلك الفئة. و لعلي اقترح في هذا الخصوص أن تنطلق هذه المبادرة من أمير الإنسانية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.
نشر بتاريخ 18-06-2009

١١‏/٠٦‏/٢٠٠٩

الفتيحي وعمل المرأة


الفتيحي وعمل المرأة
د/عائشة عباس نتو

أحمد حسن فتيحي، الرجل الذي ملأ روحه و كيانه ببحر جدة. يتباهى بهوائها و رطوبتها، لهجتها و دفائن كنوزها.في "جدة" غرب المملكة ولد الفتيحي و في مدارس فلاحها ترعرع قبل أن يجذبه عالم المجوهرات، و يتخلى عن بعثة الطب التي كان يحلم أن يداوي بها سكان جدة، تلبية لرغبة والده للمضي في التجارة. استجاب الفتيحي لعشقه الأول المجوهرات و الذهب و الفضة في محل"سوق الحراج"يطلق عليه الآن شارع الذهب بجدة.امتهن تلك المهنة و حلق في أجواءها فنٌ، تراثٌ، و جودة، فأبدع و صنع مجده بحلي فريدة نافست صياغة الذهب العالمية و نالت قدرًا كبيرًا من القبول و الاهتمام و الاستحسان في السوق المحلي و الدولي، و أحسبه واحدًا من التجار السعوديين القلائل الذي تطورت مهنة الذهب و المجوهرات على يده في بلادي.يمضي أحمد حسن فتيحي بثقة النسر في الأفق محملًا بوصايا والده الحكيمة، و قدم نموذجًا لمشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية في بلادي، حيث أن تجربة الذهب و النساء بدأت قبل قرار 120وأثمرت تجربة عمل المرأة في القطاع الخاص بمنشاته، يقول عنها "بدأنا في توظيف السيدات في مجال المجوهرات في عام 1422هـ بمباركة من الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز - رحمه الله- ، و الشيخ وهيب بن زقر، و بدعم من وزارة العمل التي أوصت بتوظيف الشباب في الذهب و المجوهرات، و خاصة بعد حالات سطو و مداهمة محلات للذهب نتيجة الأيدي العاملة الأجنبية".انتهج الفتيحي في التجارة نهجاً أمتع العملاء بسحر عمله و إتقانه، مما مكنه من ملء خزانات عينه و عقله، و لم يكتف بالتجارة بل حمل اليراع و لم يفارق ثمرته نداء من العطاءكتب حروفه وأضفي لها بريقا من الألماس.على الصعيد الشخصي كانت الأشياء تختلف تماماً معه، تتعلم منه الصبر و الإتقان، نتعلم منه السلم، المسالمة، السماحة، المحبة، و العطاء. تتعلم منه مشاركة المرأة في العمل من متطلبات التنمية. عندما يتحدث إلينا نتحول إلى عصافير تنصت إلى مطر.نعم يعتبر أحمد حسن فتيحي عنصراً فاعلاً و مؤثراً في كثير من مناشط و أعمال هذا الوطن؛ يتميز بالإخلاص و الكفاءة و الحس الوطني الذي لا يغيب أو يختفي من ممارساته في الحياة العامة.

٠٤‏/٠٦‏/٢٠٠٩

سميرة إسلام


سميرة إسلام
د/عائشة عباس نتو

من أين أبدأ الحديث عن عالمة الدواء السعودية؟هل أبدأ باللحظة الأولى التي اكتشفتك وأنا طالبة في مقاعد الدارسة؟ في ذلك حروفي هنالما لقاء عالمة الدواء! كانت أفعالك تسبق أقوالك التي تركز على الاستخدام الآمن للدواء لدى المواطن السعودي و دراسة تأثير الصفات الوراثية و مفعولها. و عندما اختارتك اليونسكو ضمن أفضل 32 عالمة متميزة في مجال العلوم لسنة 2000 م من قارات العالم الست، كانت ابنتي أحلام هي أول من زف لي الخبر و هي في مقاعد الدارسة تتلمذ على يد عالمة الأدوية السعودية، لكن أصحاب المواهب لا يقنعون ببساطة بما صاروا إليه. محطات سميرة إسلام عديدة، فقد عينت مستشارة إقليمية لمنظمة الصحة العالمية في برنامج الأدوية الأساسية. و هي أول سيدة و ثاني شخصية سعودية تتولى منصبًا رسميًا في منظمة الصحة العالمية، و لها دور كبير في تأسيس جامعة عفت للفتيات و ليست حروفي هنا لسرد سيرتها العطرة. حديث الأدوية مع سميرة إسلام و البحوث يطغى على كل الأحاديث، تنثر علم الأدوية بلغة الأديب و الكاتب، ودودة حليمة تسألك و تسأل عنك و فى كل الأحوال سعيدة بأنها تلقاك. و هي مرجعٌ لمن يحلم بأن يقتفي أثرها في البحوث العلمية. فتحت لنا بعلمها الغزير مدرسة عن بعد نقتفي أثرها، فبالنسبة لها عالم الدواء مهنتها و عشقها الأول و الأخير. إن تفوق الدكتورة سميرة كعالمة سعودية فإن ذلك يجب أن يشكل رسالة قوية لملايين الذكور و الإناث المنشغلين بنقاش تقييد المرأة، و لو ركز هولاء الأفاضل اهتمامهم بكيف نبني و نساهم و نقتدي بسميرة، سنشهد نقلة علمية جبارة تضعنا حيث يليق بنا في العالم الأول، و قد كان حصولها على جائزة مكة للتميز العلمي برعاية أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مختلفاً عن غيرها، حيث صرحت أن تكريمها من داخل الوطن له طعمه الخاص و المميز و له رائحة الأرض.و عاتبتني على تهنئتي و كتابة اسم الدكتورة سميرة إسلام بقولها "إن جائزة مكة للتميز لم تكن لسميرة إسلام بل كانت لنساء الوطن".نرفع صوتنا معها إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بتأسيس مراكز أبحاث إستراتيجية تضم أفضل الخبراء و أقدر الباحثين في مختلف التخصصات، واستقطاب التقنية من الخارج و تطبيعها داخليًا، و مكتبة عامة مزودة بأحدث التقنية و اللغات لتخدم أطهر بقعة في العالم.في هذه اللحظات أتذكر كلمة جبران و كيف وصف الكلام بأنه لو كان ذهباً فهو سلاسل و قيود، أتوقف و أسال نفسي أين موقع حروفي من عالمة الدواء السعودي في بلادنا؟إليك يا سميرة إسلام أقول: وقوفك بين الرموز الثمانية لاستلام جائزة مكة للتميز العلمي جعلنا فخورين كنساء الوطن و أيقظت فينا الأحلام، لقد حفرت موقعك المخلد عالمة أكادمية للأدوية في الذاكرة الوطنية و العربية و الإنسانية. عاش هذا الوطن ولاداً للرموز أمثالك يا سميرة.
نشر بتاريخ 04-06-2009

من أنا

صورتي
Jeddah, Saudi Arabia
لايوجد"لا" في القاموس العائشي